معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰٓۗ أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (109)

وقوله : { وَلَدَارُ الآخِرَةِ 109 }

أُضِيفت الدار إلى الآخرة وهي الآخرة وقد تُضيف العرب الشيء إلى نفسه إذا اختلف لفظُه كقوله { إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ اليَقِينِ } والحقّ هو اليقين . ومثله أتيتك بارحة الأولى ، وعام الأوَّل وليلة الأولى ويوم الخميس . وجميع الأيّام تضاف إلى أنفسها لاختلاف لفظها . وكذلك شهر ربيع . والعرب تقول في كلامها - أنشدني بعضهم - :

أَتمدح فَقْعَساً وتذمّ عَبْساً *** أَلا للهِ أُمُّك من هَجِين

ولو أقوت عَليك ديار عَبْس *** عرفتَ الذُلَّ عِرفان اليقين

وإنما معناه عرفانا ويقينا .