وقوله : { وَجاءوا على قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ 18 } ،
معناه : مكذوب . والعرب تقول للكذب : مكذوب ، وللضعف : مضعوف ، وليس له عَقْد رأي ومعقودُ رأي ؛ فيجعلون المصدر في كثير من الكلام مفعولاً . ويقولون : هذا أمر ليس له مَعْنِىّ ، يريدون : مَعْنىً ، ويقولون للجَلَد : مجلود ؛ قال الشاعر :
إن أخا المجلود من صَبَرَا *** . . .
حتّى إذا لم يتركوا لعظامه *** لحما ولا لفؤادهِ معقولاَ
وقال أبو ثَرْوان : إنّ بنى نُمَير ليس لحدّهم مكذوبة . ومعنى قوله : ( بِدَمٍ كذِبٍ ) : أنهم قالوا ليعقوب : أكله الذئب . وقد غمسوا قميصه في دم جَدْي . فقال : لقد كان هذا الذئب رفيقاً بابْنيِ ، مزَّق جلده ولم يمزق ثيابه . قال : وقالوا : اللصوص قتلوه ، قال : فلم تركوا قميصه ! وإنما يريدونَ الثياب ؛ فلذلك قيل : ( بِدَمٍ كَذِبٍ ) . ويجوز في العربيَّة أن تقول : جاءوا على قميصه بدم كذباً ؛ كما تقول : جَاءوا بأمرٍ باطل وباطلا ، وحق وحقاً .
وقوله : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } ، مثل قوله : { فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ } ، { فإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ } ، ولو كان : فَصَبْرا جميلاً ، يكون كالآمر لنفسه بالصبر ، لجاز . وهي في قراءة أُبَىّ : ( فَصَبْرا جَمِيلاً ) ، كذلك على النصب بالألف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.