معناه لا تزال تذكر يوسف و ( لا ) قد تضمر مع الأَيمان ؛ لأنها إذا كانت خبرا لا يضمر فيها ( لا ) لم تكن إلا بِلاَم ؛ ألا ترى أنك تقول : والله لآتينَّكَ ، ولا يجوز أن تقول : والله آتيك إلاَّ أن تكون تريد ( لا ) فلما تبيَّن موضعُها وقد فارقت الخبر أُضمرت ، قال امرؤ القيس :
فقلت يَمينَ الله أبرح قاعداً *** ولو قطعوا رأسي لديكِ وأوصَالي
فلا وأبى دَهْماء زالت عزيزةً *** على قَوْمها ما فَتَّل الزَّنْدَ قادح
يريد : لا زالت . وقوله : { حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً } يقال : رجل حَرَض وامرأة حَرَض وقوم حَرَض ، يكون موحَّداً على كلّ حالٍ : الذكر والأنثى ، والجميع فيه سَوَاء ، ومن العرب من يقول للذكر : حارِض ، وللأنثى حارضة ، فيثنّى ها هنا وَيجمع ؛ لأنه قد خرج على صورة فاعل وفاعل يُجمع . والحارض : الفاسد في جسمه أو عقله . ويقال للرجل : إنه لحارض أي أحمق . والفاسد في عقله أيضاً . وأما حَرَض فتُرك جمعه لأنه مصدر بمنزلة دَنَف وضَنىً . والعرب تقول : قوم دنَف ، وضَنىً وَعدْل ، ورِضا ، وزَوْر ، وعَوْد ، وضَيْف . ولو ثُنّى وجمع لكان صَواباً ؛ كما قالوا : ضيف وأضياف . وقال عزّ وجلّ { أنُؤْمِنُ لِبَشَرَينِ مِثْلِنا } وقال في موضع آخر : { ما أَنْتُمْ إلاَّ بَشَرٌ } والعرب إلى التثنية أسرع منهم إلى جمعه ؛ لأن الواحد قد يكون في معنى الجمع ولا يكون في معنى اثنين ؛ ألا ترى أَنك تقول : كم عندك من درهم ومن دراهم ، ولا يجوز : كم عندك من درهمين . فلذلك كثرت التثنية ولم يجمع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.