البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوۡ تَكُونَ مِنَ ٱلۡهَٰلِكِينَ} (85)

فتىء من أخوات كان الناقصة قال أوس بن حجر :

فما فتئت حي كان غبارها *** سرادق بوم ذي رياح يرفع

وقال أيضاً :

فما فتئت خيل تثوب وتدعي *** ويلحق منها لاحق وتقطع

ويقال فيها : فتأ على وزن ضرب ، وأفتأ على وزن أكرم .

وزعم ابن مالك أنها تكون بمعنى سكن وأطفأ ، فتكون تامة .

ورددنا عليه ذلك في شرح التسهيل ، وبينا أن ذلك تصحيف منه .

صحف الثاء بثلاث ، بالتاء بثنتين من فوق ، وشرحها بسكن وأطفأ .

الحرض : المشفي على الهلاك يقال : حرض فهو حرض بكسر الراء ، حرضاً بفتحها وهو المصدر ، ولذلك يستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد والجمع .

وأحرضه المرض فهو محرض قال :

أرى المرء كالأزواد يصبح محرضا *** كاحراض بكر في الديار مريض

وقال الآخر :

إني امرؤ لج بي حب فأحرضني *** حتى بليت وحتى شفني السقم

وقال : رجل حرض بضمتين كجنب وشلل .

وجواب القسم تفتؤ حذفت منه ، لا لأنّ حذفها جائز ، والمعنى : لا تزال .

وقال مجاهد : لا تفتر من حبه ، كأنه جعل الفتوء والفتور أخوين ، والحرض الذي قدرنا موته .

قال مجاهد : ما دون الموت .

وقال قتادة : البالي الهرم ، وقال نحوه : الضحاك والحسن .

وقال ابن إسحاق : الفاسد الذي لا عقل له .