محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوۡ تَكُونَ مِنَ ٱلۡهَٰلِكِينَ} (85)

وقوله تعالى :

/ [ 85 ] { قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين 85 } .

{ قالوا } أي أولاد يعقوب ، لأبيهم على سبيل الرفق به ، والشفقة عليه : { تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا } أي مريضا مشفيا على الهلاك ، { أو تكون من الهالكين } أي بالموت . يقولون : إن استمر بك هذا الحال ، خشينا عليك الهلاك والتلف . واستدل به على جواز الحلف بغلبة الظن . وقيل : إنهم علموه ، لكنهم نزّلوه منزلة المنكر ، فلذا أكّدوه . و { تفتأ } مضارع فتىء ، مثلثة التاء . يستعمل مع النفي ملفوظا أو منويا ، لأن موضعه معلوم ، فيحذف للتخفيف كقوله{[4944]} :

فقلت يمين الله أبرح قاعدا*** ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي

أي : لا أبرح . ومعنى { تفتأ } : لا تزال ولا تبرح .


[4944]:قائله امرؤ القيس من قصيدته التي مطلعها : ألاعم صباحا أيها الطلل البالي *** وهل يعمن من كان في العصر الخالي؟