قوله عز وجل : { قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف } قال ابن عباس والحسن وقتادة : معناه لا تزال تذكر يوسف ، قال أوس بن حجر :
فما فتئت خيل تثوبُ وتدّعي *** ويلحق منها لاحق وتقطّعُ{[1541]}
أي فما زالت . وقال مجاهد : تفتأ بمعنى تفتر .
{ حتى تكون حرضاً } فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها{[1542]} : يعني هرماً ، قاله الحسن .
والثاني : دنفاً من المرض ، وهو ما دون الموت ، قاله ابن عباس ومجاهد .
والثالث : أنه الفاسد العقل ، قاله محمد بن إسحاق . وأصل الحرض فساد الجسم والعقل من مرض أو عشق ، قال العرجي{[1543]} .
إني امرؤ لجّ بي حُبٌّ فأحرضني *** حتى بَليتُ وحتى شفّني السقم
{ أو تكون من الهالكين } يعني ميتاً من الميتين ، قاله الجميع .
فإن قيل : فكيف صبر يوسف عن أبيه بعد أن صار ملكاً متمكناً بمصر ، وأبوه بحرّان من أرض الجزيرة ؟ وهلاّ عجّل استدعاءه ولم يتعلل بشيء بعد شيء ؟
أحدها : أن يكون فعل ذلك عن أمر الله تعالى ، ابتلاء له لمصلحة علمها فيه لأنه نبيّ مأمور .
الثاني : أنه بلي بالسجن ، فأحب بعد فراقه أن يبلو نفسه بالصبر .
الثالث : أن في مفاجأة السرور خطراً وأحب أن يروض نفسه بالتدريج .
الرابع : لئلا يتصور الملك الأكبر فاقة أهله بتعجيل استدعائهم حين ملك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.