معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَظِلَٰلُهُم بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ۩} (15)

وقوله : { وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْها 15 }

فيقال : مَنِ الساجد طوعاً وكرها من أهل السموات والأرض ؟ فالملائكة تسجد طوعاً ، ومن دخل في الإسلام رغبة فيه أو وُلد عليه من أهل الأرض فهو أيضاً طائع . ومَن أُكره على الإسلام فهو يسجد كَرْها ( وَظِلاَلُهُمْ ) يقول : كل شخصٍ فظِلّه بالغداة والعَشِيِّ يسجد معه . لأن الظلّ يَفيء بالعَشيّ فيصير فَيْئاً يسجد . وهو كقوله : { عَنِ اليمينِ وَالشَّمائلِ } في المعنى والله أعلم . فمعنى الجمع والواحد سواء .