بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَظِلَٰلُهُم بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ۩} (15)

قوله تعالى : { وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى السموات والأرض } من الخلق { طَوْعًا وَكَرْهًا } قال قتادة : أما المؤمن فيسجد لله طائعاً ، وأما الكافر فيسجد . كرهاً ويقال : أهل الإخلاص يسجدون لله طائعين ، وأهل النفاق يسجدون له كرهاً ، ويقال : من ولد في الإسلام يسجد { طوعاً } ، ومن سبي من دار الحرب يسجد { كرهاً } . ويقال : { يَسْجُدُ * لِلَّهِ } يعني : يخضع له من في السموات والأرض ، ولا يقدر أحد أن يغير نفسه عن خلقته { وظلالهم } يعني : تسجد ظلالهم ، وسجود الظل دورانه . ويقال : ظل المؤمن يسجد معه ، وظل الكافر يسجد لله تعالى إذا سجد الكافر للصنم . { بالغدو والآصال } يعني : أول النهار ، وآخره ، وقال أهل اللغة : الأصيل ما بين العصر إلى المغرب ، وجمعه أُصُل والآصال جمع الجمع .