وقوله تعالى : { ولله يسجد من في السماوات والأرض } يحتمل أن يراد به السجود على حقيقته وهو وضع الجبهة ، وعلى هذا فيكون قوله تعالى : { طوعاً } للملائكة والمؤمنين من الثقلين حالتي الشدّة والرخاء وقوله تعالى : { وكرهاً } للكافرين والمنافقين الذين أكرهوا على السجود بالسيف وأن يراد به التعظيم والاعتراف بالعبودية ، فكل من السماوات والأرض معترف بعبودية الله تعالى كما قال تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله } [ الزخرف ، 87 ] وأن يراد به الانقياد والخضوع وترك الامتناع ، وكل من في السماوات والأرض ساجد لله بهذا المعنى ؛ لأنّ قدرته ومشيئته نافذة في الكل .
تنبيه : قوله تعالى : { طوعاً وكرهاً } إمّا مفعول من أجله وإمّا حال ، أي : طائعين وكارهين . واختلف في تفسير قوله تعالى : { وظلالهم بالغدوّ } ، أي : البكر { والآصال } ، أي : العشايا ، أي : تسجد فقال أكثر المفسرين : كل شخص سواء كان مؤمناً أو كافراً ، فإن ظله يسجد لله . قال مجاهد : ظل المؤمن يسجد لله تعالى وهو طائع ، وظل الكافر يسجد لله تعالى وهو كاره . وقال الزجاج : جاء في التفسير أن الكافر يسجد لغير الله وظله يسجد لله . قال ابن الأنباريّ : ولا يبعد أن يخلق الله تعالى في الظلال عقولاً وأفهاماً تسجد بها لله وتخشع . وقيل : المراد من سجود الظلال ميلها من جانب إلى جانب وطولها بسبب انحطاط الشمس وقصرها بسبب ارتفاع الشمس وهي منقادة مسلسلة في طولها وقصرها وميلها من جانب إلى جانب . وإنما خص الغدوّ والآصال بالذكر ؛ لأنّ الظلال إنما تعظم وتكثر في هذين الوقتين .
تنبيه : الغدوّ جمع غداة كقنى وقناة ، والآصال جمع الأصل ، والأصل جمع أصيل ، وهو ما بين العصر إلى غروب الشمس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.