وقوله تعالى : ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وكرها ) يحتمل قوله : ( يسجد ) على حقيقة السجود ، يسجد له المؤمن والكافر جميعا . أما المؤمن فإنه يسجد له بالاختيار والطوع . ويحتمل ما ذكر من السجود وجوها :
أحدهما : حقيقة السجود ، فإن كان هذا فهو في الممتحنين خاصة .
والثاني : سجود الخلقة ، فإن كان على هذا فهو في جميع الخلائق ؛ جعل الله في خلقه كل شيء دلالة وحدانيته وآية ألوهيته وربوبيته .
والثالث : سجود الأحوال ؛ فهو في المؤمن والكافر جميعا . أما المؤمن فهو يسجد له في كل حال . وأما الكافر فإنه يسجد له ، ويخضع في حال الشدة والضيق ، ولا يسجد له في حال السعة والرخاء .
ويشبه أن يكون [ في ][ ساقطة من الأصل وم ] الكافر ، يكون سجوده لله اختيارا وطوعا حين[ في الأصل وم : حيث ] قالوا : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا من الله زلفى )[ الزمر : 3 ] وقالوا[ في الأصل وم : وقوله ] ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله )[ يونس : 18 ] إنهم ، وإن عبدوا الأصنام يرون السجود والعبادة لله . لكنه لم يقبل ذلك منهم لإشراكهم غيره في ذلك .
وقوله تعالى : ( وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ) أي تسجد ظلاله بالغدو والآصال ؛ ينتقل ضل كل أحد بانتقال نفسه ؛ ينتقل حيث تنتقل نفسه ، فذكر الغدو والآصال لأنه[ أدرج قبلها في الأصل وم : أي ] بالغدو والعشي يظهر الظل .
ويحتمل السجود أنه ( يسجد ) أي يخضع ( مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ) فإن كان على الخضوع فهو في الخلائق كلهم : في البشر وغير البشر ، وذي الروح وغير ذي الروح ( وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ) أي ظلالهم تخضع له بالغدو والآصال .
ويحتمل أن يكون المراد من السجود سجود[ في الأصل وم : و ] الخلقة ، فتسجد له خلقة كل أحد . فإن قيل : ما معنى الغدو والآصال ؟ قيل : يحتمل أبدا دائما ليس على [ مراد وقت ][ في الأصل وم : مراد وقت ] ، ولكن على الأوقات كلها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.