وقوله : { بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً . . . }
وُضِعت { بَلَى } لكل إقرار في أوّله جحد ، ووُضِعت " نَعَم " للاستفهام الذي لا جحدَ فيه ، ف " بلى " بمنزلة " نَعَمْ " إلا أنها لا تكون إلاّ لما في أوّله جحد ؛ قال الله تبارك وتعالى : { فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حقاً ، قَالُوا : نَعَمْ } ف " بلى " لا تصلح في هذا الموضع . وأما الجحد فقوله : { أَلَمْ يَِِِأتِِكُمْ نَذِيرٌ . قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنا نَذِيرٌ } ولا تصلح ها هنا " نَعَمْ " أداة ؛ وذلك أن الاستفهام يحتاج إلى جواب ب " نَعَمْ " و " لا " ما لم يكن فيه جحد ، فإذا دخل الجحدُ في الاستفهام لم يستقم أن تقول فيه " نَعَمْ " فتكونُ كأنك مقرٌّ بالجحد وبالفعل الذي بعدَه ؛ ألا ترى أنّك لو قلتَ لقائل قال لك : أما لك مالٌ ؟ فلو قلتَ " نعم " كنتَ مقرّاً بالكلمة بطَرْح الاستفهام وحدَه ، كأنك قلت " نعم " مالي مالٌ ، فأرادوا أن يرجعوا عن الجحد ويُقرّوا بما بعده فاختاروا " بَلَى " لأنّ أصلها كان رجوعا مَحْضاً عن الجحد إذا قالوا : ما قال عبد الله بل زيدٌ ، فكانت " بَلْ " كلمة عَطْف ورُجوع لا يصلح الوقوف عليها ، فزادوا فيها ألفا يصلح فيها الوقوف عليه ، ويكون رجوعا عن الجحد فقط ، وإقرارا بالفعل الذي بعد الجحد ، فقالوا : " بلى " ، فدلّت على معنى الإقرار والإنعام ، ودل لفظ " بل " على الرجوع عن الجحد فقط .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.