الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (81)

{ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً } يعني الشرك . { وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ } قرأ أهل المدينة خطيّاته بالجمع ، وقرأ الباقون خطيته على الواحدة ، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم والاحاطة الاحفاف بالشيء من جميع نواحيه واختلفوا في معناها هاهنا .

وقال ابن عبّاس والضحاك وعطاء وأبو العالية والربيع وابن زيد : هي الشرك يموت الرجل عليه فجعلوا الخطيئة الشّرك .

قال بعضهم : هي الذّنوب الكثيرة الموجبة لأهلها النّار .

أبو رزين عن الربيع بن خيثم في قوله تعالى : { وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ } قال : هو الّذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب ومثله قال عكرمة وقال مقاتل : أصرّ عليها .

مجاهد : هي الذّنوب تحيط بالقلب كلّما عمل ذنباً ارتفعت حتّى تغشى القلب وهو الرّين .

وعن سلام بن مسكين أنّه سأل رجل الحسن عن هذه الآية ؟ فقال السّائل : يا سبحان الله ألاّ أراك ذا لحية وما تدري ما محاطة الخطيئة ! انظر في المصحف فكل آية نهى الله عزّ وجلّ عنها وأخبرك أنّه من عمل بها أدخله النّار فهي الخطئية المحيطة .

الكلبي : أوبقته ذنوبه دليله قوله تعالى { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } [ يوسف : 66 ] : أي تهلكوا جميعاً .

وعن ابن عبّاس : أحيطت بما له من حسنة فأحبطته .