معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَيۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ} (47)

وقوله : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ47 } القِسط من صفة الموازين وإن كان موحَّداً . وهو بمنزلة قولك للقوم : أنتم رِضاً وَعَدْل . وكذلكَ الحقّ إذا كانَ من صفة واحدٍ أو اثنين أو أكثر من ذلك كان واحداً .

وقوله : { لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ } وفي يوم القيامة .

وقوله : عز وجَل { أَتَيْنا بِها } ذهب إلى الحبَّة ، ولو كان أتينا به ( كان صَوَاباً ) لتذكير المثقال . ولو رُفع المثقال كما قال { وإنْ كَانَ ذُو عُسْرَة فَنِظرةٌ } كان صَوَاباً ، وقرأ مجاهد ( آتَيْنا بها ) بمدّ الألف يريد : جازينا بها على فاعلنا . وهو وجه حَسَنٌ .