مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَيۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ} (47)

{ وَنَضَعُ الموازين } جمع ميزان وهو ما يوزن به الشيء فتعرف كميته . وعن الحسن : هو ميزان له كفتان ولسان . وإنما جمع الموازين لتعظيم شأنها كما في قوله { يا أيها الرسل } [ المؤمنون : 51 ] والوزن لصحائف الأعمال في قول { القسط } وصفت الموازين بالقسط وهو العدل مبالغة كأنها في نفسها قسط ، أو على حذف المضاف أي ذوات القسط { لِيَوْمِ القيامة } لأهل يوم القيامة أي لأجلهم { فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } من الظلم { وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ } وإن كان الشيء مثقال حبة { مثقال } بالرفع : مدني وكذا في «لقمان » على «كان » التامة { مّنْ خَرْدَلٍ } صفة ل { حبة } { أَتَيْنَا بِهَا } أحضرناها . وأنت ضمير المثقال لإضافته إلى الحبة كقولهم «ذهبت بعض أصابعه » { وكفى بِنَا حاسبين } عالمين حافظين ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : لأن من حفظ شيئاً حسبه وعلّه .