معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُـۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (88)

وقوله : { وَكَذلك نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ88 } القراء يقرءونَها بنونين ، وكتابَها بنون واحدة . وذلك أن النون الأولى متحركة والثانية ساكنة ، فلا تظهر السَّاكنة على اللسان ، فلما خفيت حُذِفت .

وقد قرأ عاصم - فيما أعلم - ( نُجِّى ) بنونٍ واحدةٍ ونصب ( المؤمنين ) كأنه احتمل اللحن ولا نعلم لها جهة إلاّ تلك ؛ لأن ما لم يسمّ فاعله إذا خلا باسم رَفعه ، إلا أن يكون أضمر المصدر في نُجّى فنوِى به الرفع ونصب ( المؤمنين ) فيكون كقولك : ضُرب الضربُ زيداً ، ثم تكنى عن الضرب فتقول : ضُرِبَ زيداً . وكذلك نُجِّىَ النجاء المؤمنين .