الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُـۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (88)

فاستجاب اللَّه له .

( ت ) وليس في هذه الكلمة ما يَدُلُّ أَنَّهُ اعترف بذنب ، كما أشار إليه بعضهم ، وفي الحديث الصحيح : ( دَعْوَةُ أَخِي ذِي النُّونِ ، في بَطْنِ الْحُوتِ : { لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، إنِّي كُنْتُ مِنَ الظالمين } ، مَا دَعَا بِهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ أَوْ قَالَ : مُسْلِمٌ ، إلاَّ اسْتُجِيبَ لَهُ )

الحديث . انتهى . وعن سعد ابن مالك أَنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى : { لا إله إلاَّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } أيُّما مُسْلِمٍ دَعَا بِهَا فِي مَرَضِهِ أَرْبَعِينَ مَرَّةً فَمَاتَ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ أُعْطِيَ أَجْرَ شَهِيدٍ ، وإنْ بَرِىءَ بَرِىءَ وَقَدْ غَفَرَ اللّهُ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ أخرجه الحاكم في «المستدرك » ، انتهى من «السلاح » .

وذكر صاحب «السلاح » أيضاً عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : ( دَعْوَةُ ذِي النُّونِ ، إذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ : لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَإنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطُّ إلاَّ اسْتَجَابَ اللّهُ تعالى لَهُ ) رواه الترمذي ، واللفظ له والنسائي والحاكم في «المستدرك » ، وقال : صحيح الإسناد ، وزاد فيه من طريق آخر : ( فَقَالَ رَجُلٌ : يا رَسُولَ اللّهِ ، هَلْ كَانَتْ لِيُونُسَ خَاصَّةً ، أَمْ لِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةً ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : أَلاَ تَسْمَعُ إلَى قَوْلِ اللّهِ عز وجل : { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } ) انتهى .

والغم : ما كان ناله حين التقمه الحوت .