النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُـۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (88)

قوله تعالى : { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ } وفي استجابة الدعاء قولان :

أحدهما : أنه ثواب من الله للداعي ، ولا يجوز أن يكون غير ثواب .

والثاني : أنه استصلاح ، فربما كان ثواباً وربما كان غير ثواب .

{ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ } يحتمل وجهين :

أحدهما : من الغم بخطيئته .

الثاني : من بطن الحوت لأن الغم التغطية . وقيل : إن الله أوحى إلى الحوت ألاّ تكسر له عظماً ، ولا تخدش له جلداً .

وحينما صار في بطنه : قال يا رب اتخذتَ لي{[1990]} مسجداً في مواضع ما اتخذها أحد .

وفي مدة لبثه في بطن الحوت ثلاثة أقاويل :

أحدها : أربعون يوماً .

الثاني : ثلاثة أيام .

الثالث : من ارتفاع النهار إلى آخره . قال الشعبي : أربع ساعات ، ثم فتح الحوت فاه فرأى يونس ضوء الشمس ، فقال : سبحانك إني كنت من الظالمين ، فلفظه الحوت .


[1990]:لي: في بعض الروايات لك.