بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُـۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (88)

قال الله تعالى : { فاستجبنا لَهُ ونجيناه مِنَ الغم } ، يعني : غم الماء في بطن الحوت ، ويقال : من غم الذنب وقد بقي في بطن الحوت أربعين يوماً ، ويقال : أقل من ذلك .

ثم قال : { وكذلك نُنجِى المؤمنين } . قرأ عاصم في رواية أبي بكر ، وابن عامر في إحدى الروايتين { ***نُجِّي المؤمنين } بنون واحدة وتشديد الجيم ؛ وقال الزجاج : هو لحن ، لأن فعل ما لم يسم فاعله ، لا يكون بغير فاعل ؛ وإنما كتب في المصحف بنون واحدة ، لأن الثانية تخفى مع الجيم ؛ وقال أبو عبيدة : والذي عندنا أنه ليس بلحن ، وله مخرجان في العربية : أحدهما أنه يريد { ثُمَّ نُنَجّى } مشددة كقوله : { ونجيناه من الغم } ، ثم يدغم النون الثانية في الجيم ؛ والآخر معناه نجِّي نجاة المؤمنين . قال : هذه القراءة أحب إلي ، لأن المصاحف كلها كتبت بنون واحدة ، وهكذا رأيت في مصحف الإمام عثمان رضي الله عنه وقرأ الباقون { نُنجِى المؤمنين } بنونين .