وقوله : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ . . . }
لم يذكِّر الفعلَ أحد من القرّاء كما قيل ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ) وقوله ( لا يحِلّ لك النِساء مِن بعد ) وإنما سهل التذكير في هذين لأن معهما جحدا ، والمعنى فيه : لا يحلّ لك أحد من النساء ، ولن ينال الله شيء من لحومها ، فذهب بالتذكير إلى المعنى ، والوجوه ليس ذلك فيها ، ولو ذكِّر فعل الوجوه كما تقول : قام القوم لجاز ذلك .
وقوله : { فَأَما الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ } يقال : ( أما ) لا بدّ لها من الفاء جوابا فأين هي ؟ فيقال : إنها كانت مع قولٍ مضمر ، فلما سقط القول سقطت الفاء معه ، والمعنى - والله أعلم - فأما الذين اسودّت وجوههم فيقال : أكفرتم ، فسقطت الفاء مع ( فيقال ) . والقول قد يضمر . ومنه في كتاب الله شيء كثير ؛ من ذلك قوله { ولو ترى إِذِ المجرِمون ناكِسوا رءوسِهِم عِند ربهم ربنا أبصرنا وسمِعنا } وقوله { وإِذ يرفع إِبراهِيم القواعِد من البيت وإِسماعيل ربنا تقبل منا } وفي قراءة عبد الله " ويقولان ربَّنا " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.