تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يَوۡمَ تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (106)

{ يوم تبيض وجوه } إلى قوله { بما كنتم تكفرون } .

يحيى : عن حماد بن سلمة ، { عن أبي غالب } ، قال : كنت مع أبي أمامة وهو على حمار ، حتى انتهينا إلى درج المسجد بدمشق ، فإذا برءوس من رءوس الخوارج منصوبة ، فقال : ما هذه الرءوس ؟ قالوا : رءوس خوارج جيء بها من العراق ، فقال : كلاب أهل النار ، كلاب أهل النار ، كلاب أهل النار شر قتلى تحت ظل السماء ، شر قتلى تحت ظل السماء ، شر قتلى تحت ظل السماء ، خير قتيل من قتلوه ، خير قتيل من قتلوه ، خير قتيل من قتلوه ، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ، ثم بكى ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : رحمة لهم ، إنهم كانوا من أهل الإسلام فخرجوا من الإسلام ، ثم قرأ هذه الآية : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات } [ آل عمران : 7 ] حتى انتهى إلى آخرها . ثم قرأ هذه الآية : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا } إلى قوله : { بما كنتم تكفرون } فقلت : هم هؤلاء يا أبا أمامة ؟ فقال : نعم ، فقلت : شيء تقوله برأيك ، أم سمعت رسول الله يقوله ؟ قال : إني إذن لجريء ، إني إذن لجريء ، إني إذن لجريء ، لقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين ، حتى بلغ سبعا ، ووضع أصبعيه في أذنيه ، ثم قال : وإلا فصمتا ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تفرقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة ، واحدة في الجنة وسائرها في النار ، ولتزيدن عليهم هذه الأمة واحدة ، فواحدة في الجنة وسائرها في النار " فقلت : فما تأمرني ؟ قال : " عليك بالسواد الأعظم " قال : فقلت : في السواد الأعظم ما قد ترى ، قال : " السمع والطاعة خير من الفرقة والمعصية " {[215]} .


[215]:أخرجه الترمذي (5/210، 211، ح 3000) وقال: حديث حسن الإمام أحمد في مسنده (5/256) البيهقي في الكبرى (8/188) الطبراني في الكبير (8/267 – 268، ح 8034) عبد الرزاق (10/152، ح 18663) والآجرى في الشريعة (ح62 – 64) ابن أبي حاتم في تفسيره (2/594 – 595، ح 3180) وعبد الله بن أحمد في السنة (2/643، ح 1542).