قوله تعالى{ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون }
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى{ وتسود وجوه }بين في هذه الآية الكريمة ان من أسباب اسوداد الوجوه يوم القيامة الكفر بعد الإيمان وذلك في قوله{ فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم }الآية . وبين في موضع آخر ان من أسباب ذلك الكذب على الله تعالى وهو قوله تعالى : { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } . وبين في موضع آخر ان من أسباب ذلك اكتساب السيئات وهو قوله{ والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما }وبين في موضع آخر أن من أسباب ذلك الكفر والفجور وهو قوله تعالى : { وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة } .
قال الترمذي : حدثنا ابو كريب . حدثنا وكيع عن الربيع بن صبيح وحماد بن سلمة عن أبي غالب قال : رأى أبو امامة رءوسا منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة : كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء ، خير قتلى من قتلوه ، ثم قرأ : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه }إلى آخر الآية قلت لأبي امامة : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لو لم أسمعه إلا مرة او مرتين او ثلاثا أو أربعا-حتى عد سبعا-ما حدثتكموه .
قال أبو عيسى : هذا حديث وأبو غالب يقال اسمه حزور وأبو امامة الباهلي اسمه صدي بن عجلان وهو سيد باهلة .
( سنن الترمذي5/226 ح3000-ك التفسير ، ب سورة آل عمران ) ، وصححه الألباني في( صحيح سنن الترمذي ) ، وعزاه الهيثمي للطبراني وقال : رجاله ثقات( مجمع الزوائد 6/234 ) ، وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي( المستدرك2/149-150 ) ، وذكره ابن كثير وقال : وهذا الحديث اقل أقسامه ان يكون موقوفا من كلام الصحابي( التفسير1/346 ) .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الجيد عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه }قال : صاروا يوم القيامة فريقين ، فقال لمن اسود وجهه ، وعيرهم : { أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون }قال : هو الإيمان الذي كان قبل الاختلاف في زمن آدم ، حين اخذ منهم عهدهم وميثاقهم وأقروا كلهم بالعبودية وفطرهم على الإسلام ، فكانوا امة واحدة مسلمين . يقول : { أكفرتم بعد إيمانكم }يقول : بعد ذلك الذي كان في زمان آدم . وقال في الآخرين : الذين استقاموا على إيمانهم ذلك ، فأخلصوا له الدين والعمل ، فبيض الله وجوههم ، وأدخلهم في رضوانه وجنته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.