جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَوۡمَ تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (106)

{ يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه } : تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود{[782]} وجوه أهل البدعة أو المؤمنين والكافرين أو المخلصين والمنافقين ، قيل : البياض والسواد كنايتان عن بهجة السرور وكآبة الحزن ، والأصح أنهما علامتان حقيقيتان ، والظرف لمتعلق لهم أو نصب بإضمار اذكر { فأما الذين اسودّت وجوههم } فيقال لهم : { أكفرتم بعد إيمانكم } يوم الميثاق أو هم المرتدون أو هم المنافقون تكلموا بالإيمان أو هم أهل الكتاب ، والهمزة للتوبيخ ، { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } : بسبب كفركم .


[782]:من فسر سواد الوجوه بسواد وجوه أهل البدعة، فالمراد الخوارج المرتدون كما نقل الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد في مسنده أن أبا أمامة رأى رؤوسا من الخوارج منصوبة على درج دمشق فقال: (هذا كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء خير قتلى من قتلوه) ثم قرأ (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) الآية، ثم قال: (لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه /12 منه [وهو حديث حسن صحيح، انظر صحيح سنن الترمذي (2398)، وصحيح سنن ابن ماجة].