ثم أخبر أن هؤلاء المختلفين لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه أي : عذاب عظيم في هذا : اليوم الذي تبيض فيه وجوه وتسود فيه وجوه .
ويجوز في غير القرآن كسر التاء في ( تَبْيَضُّ ) و( تَسْوَدُّ )( {[10567]} ) .
ومعنى تبيض : تشرق كما قال : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ )( {[10568]} ) فهي تشرق لما تصير إليه من [ النعيم( {[10569]} ) ، وتسود وجوه من أجل ما تصير إليه ]( {[10570]} ) من العذاب .
قوله ( أَكَفَرْتُمْ ) معناه : فيقال لهم أكفرتم ؟ قال جماعة من العلماء : عنى بهذا بعض أهل القبلة من المسلمين( {[10571]} ) وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتى إذا رفعوا إلي ورأيتهم اختلجوا دوني فأقول : يا رب ، أصحابي أصحابي . فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك( {[10572]} ) .
قال أبو أمامة( {[10573]} ) ( فَأَمَّا الذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمُ ) : ( هم ) ( {[10574]} ) الخوارج( {[10575]} ) .
وعن أبي بن كعب أنه قال صاروا يوم القيامة فريقين : يقال لمن اسود وجهه( {[10576]} ) : أكفرتم بعد إيمانكم وذلك الإيمان هو الذي كان قبل الاختلاف حين أخرجهم من ظهور آدم وأخذ منهم( {[10577]} ) عهدهم وميثاقهم ، فقال الله : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى )( {[10578]} ) فأقروا كلهم بالعبودية ، وفطرهم على الإسلام ، ثم لما خرجوا إلى الدنيا كفروا ، فيقال لهم يوم القيامة : ( أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) فالآية عنده للكفار خاصة . قال : والآخرون فقاموا على إيمانهم المتقدم فهم في رحمة الله خلوداً( {[10579]} ) .
وقال الحسن : ( فَأَمَّا الذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُم ) هم المنافقون أظهروا الإيمان وأسروا الكفر( {[10580]} ) . واختار الطبري قول أبي بن كعب أن يكون للكفار ، ويكون الإيمان هو الذي أخذه الله عليهم حين أخرجهم من ظهور آدم كالذر فأقروا بأنه ربهم ثم كفروا بعد ذلك( {[10581]} ) .
وذكر النحاس في قوله : ( أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) قال : عنى بها اليهود بشروا بالنبي صلى الله عليه وسلم واستفتحوا( {[10582]} ) به قبل بعثه فكان ذلك منهم إيماناً ، فلما بعث كفروا به هذا معنى قوله( {[10583]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.