معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (180)

وقوله : { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ . . . }

[ يقال : إنما " هو " ههنا عماد ، فأين اسم هذا العماد ؟ قيل : هو مضمر ، معناه : فلا يحسبن الباخلون البخل هو خيرا لهم ] فاكتفي بذكر يبخلون من البخل ؛ كما تقول في الكلام : قدم فلان فسُرِرت به ، وأنت تريد : سررت بقدومه ، وقال الشاعر :

إِذا نُهي السفِيهُ جَرَى إليه *** وخالف ، والسفِيهُ إلى خِلافِ

يريد : إلى السفه . وهو كثير في الكلام .

وقوله : { سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُواْ بِهِ } يقال : هي الزكاة ، يأتى الذي مَنَعها يوم القيامة قد طُوِّق شجاعا أقرع بفيه زبيبتان يلدغ خدّيه ، يقول : أنا الزكاة التي منعتني .

وقوله : { وَللَّهِ مِيرَاثُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ } . المعنى : يميت الله أهل السموات وأهل الأرض ويبقى وحده ، فذلك ميراثه تبارك وتعالى : أنه يبقى ويفنى كل شيء .