أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (180)

شرح الكلمات :

{ يبخلون } : يمنعون ويضنون .

{ يطوقون به } : يجعل طوقا في عنق أحدهم .

المعنى :

أما الآية الثانية ( 180 ) فإن الله تعالى يخبر عن خطإ البخلاء الذين يملكون المال ويبخلون به فيقول : ولا يحسبنَّ أي ولا يظنن الذين يبخلون بما آتاهم الله من المال الذي تفضل الله به عليهم أن بخلهم به خير لأنفسهم كما يظنون بل هو أي البخل شرٌّ لهم ، وذلك لسببين الأول ما يلحقهم في الدنيا من معرة البخل وآثاره السيئة على النفس ، والثاني أن الله تعالى سيعذبهم به بحيث يجعله طوقاً من نار في أعناقهم ، أو بصورة ثعبان فيطوقهم ، ويقول لصاحبه : " أنا مالك أنا كنزك " كما جاء في الحديث . فعلى من يظن هذا الظن الباطل أن يعدل عنه ، ويعلم أن الخير في الإِنفاق لا في البخل . وأن ما يبخل به هو مال الله ، وسيرثه ، ولم يجن البخلاء إلا المعرة في الدنيا والعذاب في الآخرة . قال تعالى : { ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير } ، فاتقوه فيما آتاكم فآتوا زكاته وتطوعوا بالفضل فإن ذلك خير لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون .

الهداية

من الهداية :

- البخل بالمال شر لصاحبه ، وليس بخير له كما يظن البخلاء .

- من أوتي مالاً ومنع حق الله فيه عذب به يوم القيامة دلت على ذلك هذه الآية وآية التوبة وحديث البخارى : " من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه - أى شدقيه - يقول أنا مالك أنا كنزك ، ثم تلا الآية { ولا يحسبن الذين . . . } الآية " .