معاني القرآن للفراء - الفراء  
{لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحۡمَدُواْ بِمَا لَمۡ يَفۡعَلُواْ فَلَا تَحۡسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٖ مِّنَ ٱلۡعَذَابِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (188)

وقوله : { لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِما لَمْ يَفْعَلُواْ . . . }

يقول : بما فعلوا ؛ كما قال : { لقد جئتِ شيئا فرِيا } كقوله : { واللذان يَأْتِيانِها مِنكم } وفي قراءة عبد الله " فمن أتى فاحشة فعله " . وقوله : { ويُحِبُّون أَن يُحْمَدُوا بِما لم يفعلوا } قالوا : نحن أهل العلم الأوّل والصلاة الأولى ، فيقولون ذلك ولا يقرّون بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله : { ويُحِبُّون أن يُحْمدوا بِما لم يَفْعَلُوا } .

وقوله : { فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ } . يقول : ببعيد من العذاب . ( قال قال الفراء : من زعم أن أوفي هذه الآية على غير معنى بل فقد افترى على الله ؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يَشُكّ ، ومنه قول الله تبارك وتعالى : { وأرسلناه إلى مائةِ ألفٍ أَو يزِيدون } . )