الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحۡمَدُواْ بِمَا لَمۡ يَفۡعَلُواْ فَلَا تَحۡسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٖ مِّنَ ٱلۡعَذَابِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (188)

قوله سبحانه : { لاَ تَحْسَبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ . . . } [ آل عمران :188 ]

ذهبتْ جماعة إلى أن الآية في المنافقين ، وقالت جماعة كبيرة : إنما نزلَتْ في أهْل الكتاب أحبارِ اليهودِ ، قال سعيدُ بن جُبَيْر : الآية في اليهود ، فَرِحُوا بما أعطَى اللَّه آل إبراهيم من النبوءة والكتابِ ، فهم يقولونَ : نحن على طريقهم ، ويحبُّون أن يُحْمَدُوا بذلك ، وهم ليسوا على طريقهم ، وقراءةُ سعيدِ بنِ جُبَيْر : ( بما أُوتُوا ) ، بمعنى أُعْطُوا ، بضم الهمزة والطاء ، وعلى قراءته يَستقيمُ المعنَى الذي قال ، والمفازةُ : مَفْعَلَةٌ من فَازَ يَفُوزُ ، إذا نَجَا ، وباقي الآية بيِّن .