غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَئِنۡ أَصَٰبَكُمۡ فَضۡلٞ مِّنَ ٱللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمۡ تَكُنۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُۥ مَوَدَّةٞ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ مَعَهُمۡ فَأَفُوزَ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (73)

71

{ ولئن أصابكم فضل من الله } فتح أو غنيمة ليقولن ( قوله ) { كأن لم تكن بينكم وبينه مودة } اعتراض بين الفعل الذي هو { ليقولن } وبين مفعوله وهو { يا ليتني } والمنادى محذوف أي يا قوم ليتني . وجوّز أبو علي إدخال حرف النداء في الفعل والحرف من غير إضمار المنادي . { كنت معهم فأفوز } منصوب بإضمار أن أي ليت لي كوناً معهم فأفوز . والخطاب في قوله : { وإن منكم } للمذكورين في قوله : { يا أيها الذين آمنوا } والأظهر أن هذا المبطئ سواء جعل لازماً أو متعدياً كان منافقاً فلعله جعله من المؤمنين من حيث الجنس أو النسب أو الاختلاط أو لأنه كان حكمه حكم المؤمنين لظاهر الإيمان . والمراد يا أيها المؤمنون في زعمكم ودعواكم كقوله :{ يا أيها الذي نزل عليه الذكر }[ الحجر :6 ] ومعنى الاعتراض في البين أن المنافقين كانوا يوادون المؤمنين ويصادقونهم في الظاهر وإن كانوا يبغون لهم الغوائل في الباطن . وقال جمع من المفسرين : إنّ هؤلاء المبطئين كانوا ضعفة المسلمين . وعلى هذا فالتبطئة بمعنى الإبطاء ألبتة لأنّ المؤمن لا يثبط غيره ولكنه قد يتثاقل وهم المراد بقوله :{ يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم } [ التوبة :38 ]

/خ81