فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَئِنۡ أَصَٰبَكُمۡ فَضۡلٞ مِّنَ ٱللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمۡ تَكُنۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُۥ مَوَدَّةٞ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ مَعَهُمۡ فَأَفُوزَ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (73)

{ ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ( 73 ) فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ( 74 ) }

{ ولئن } لام قسم { أصابكم فضل من الله } أي غنيمة أو فتح ونسبة إضافة الفضل إلى جانب الله تعالى دون إصابة المصيبة من العادات الشريفة التنزيلية ، كما في قله { وإذا مرضت فهو يشفين } وتقديم الشرطية الأولى لما لأن مضمونها لمقصدهم أوفق ، وأثر نفاقهم فيها أظهر .

{ ليقولن } هذا المنافق قول نادم حاسد { كأن لم تكن بينكم وبينه مودة } أي معرفة وصداقة حقيقية ، وإلا فالمودة الظاهرة حاصلة بالفعل جملة معترضة ، وقيل إن في الكلام تقديما وتأخيرا ، وقيل المعنى كأن لم نعاقدكم على الجهاد { يا } للتنبيه لا للنداء لدخولها على الحرف { ليتني كنت معهم } أي في تلك الغزوة التي فيها المؤمنون { فأفوز } معهم { فوزا عظيما } أفوز بالنصب على جواب التمني ، وقرأ الحسن بالرفع أي فآخد نصيبا وافرا من الغنيمة .