التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَئِنۡ أَصَٰبَكُمۡ فَضۡلٞ مِّنَ ٱللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمۡ تَكُنۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُۥ مَوَدَّةٞ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ مَعَهُمۡ فَأَفُوزَ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (73)

قوله تعالى : ( ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما )

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر في هذه الآية ، أن المنافقين إذا سمعوا أن المسلمين أصابهم فضل الله أي : نصر وظفر وغنيمة ، تمنوا أن يكونوا معهم ليفوزوا بسهامهم من الغنيمة . وذكر في مواضع أخر أن ذلك الفضل الذي يصيب المؤمنين يسوءهم لشدة عداوتهم الباطنة لهم كقوله تعالى ( إن تمسسكم حسنة تسؤهم ) وقوله ( إن تصبك حسنة تسؤهم ) .

أخرج ابن آبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان قوله : ( ولئن أصابكم فضل من الله ) يعنى فتحا وغنيمة وسعة في الرزق ، قوله تعال ( ليقولن ) المنافق وهو نادم في التخلف ، قوله ( كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ) يقول : كأنه ليس من أهل دينكم في المودة ، فهذا من التقديم ، قوله : ( يا ليتني كنت معهم ) قال : المنافق نادم في التخلف يتمنى يا ليتني كنت معهم ، قوله( فأفوز ) يعني أنجو بالغنيمة ، قوله ( عظيما ) يقول : وافرا .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن قتادة قوله ( يا ليتني كنت معهم ) قال : قول حاسد .