الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَئِنۡ أَصَٰبَكُمۡ فَضۡلٞ مِّنَ ٱللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمۡ تَكُنۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُۥ مَوَدَّةٞ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ مَعَهُمۡ فَأَفُوزَ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (73)

ولئن أصابكم فضل من الله " اللام في " لئن لام اليمين و " فضل " أي : ظفر على عدوكم أو غنيمة . ( لَيَقُولَنَّ ) هذا الذي أبطأ عنكم ، وجلس عن قتال عدوكم : ( يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ) هذا كله صفة المنافق يشمت إذا أصاب المؤمن ضرر ويحسدهم إذا أصابوا نفعاً وظفراً ، فهو غير راج( {[12879]} ) ثوباً ، ولا خائف من عقاب كل هذا معنى قول مجاهد وقتادة وابن جريج وابن زيد وغيرهم( {[12880]} ) .

والتقدير في : كأن لم يكن بينكم وبينه مودة " أن يكون مؤخر المعنى " [ فأفوز فوزاً عظيماً كأن لم يكن بينكم وبينهم ] أي : كأن لم يعاقبكم على الجهاد .

وقيل : التقدير ( قَدَ اَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمَ اَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً ) كأن لم يكن بينكم وبينهم مودة ولا أن أصابكم فضل من الله " ( {[12881]} ) .


[12879]:- (أ): غير راجح.
[12880]:- انظر: جامع البيان 5/165.
[12881]:- انظر: معاني الزجاج 2/76.