فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَئِنۡ أَصَٰبَكُمۡ فَضۡلٞ مِّنَ ٱللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمۡ تَكُنۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُۥ مَوَدَّةٞ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ مَعَهُمۡ فَأَفُوزَ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (73)

{ وَلَئِنْ أصابكم فَضْلٌ مِنَ } غنيمة أو فتح { ليَقُولَنَّ } هذا المنافق قول نادم حاسد { يا ليتني كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } .

قوله : { كَأَن لَّمْ يَكُنِ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } جملة معترضة بين الفعل الذي هو { ليقولن } وبين مفعوله ، وهو : { يا لَيْتَنِى } وقيل : إن في الكلام تقديماً وتأخيراً . وقيل : المعنى : ليقولنّ كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة أي : كأن لم يعاقدكم على الجهاد . وقيل : هو في موضع نصب على الحال . وقرأ الحسن : " ليَقُولَنَّ " بضم اللام على معنى من . وقرأ ابن كثير ، وحفص عن عاصم " كَأَن لمْ تَكُنْ " بالتاء على لفظ المودّة . قوله : { فَأَفُوزَ } بالنصب على جواب التمني . وقرأ الحسن : " فَأَفُوزَ " بالرفع .

/خ76