الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَئِنۡ أَصَٰبَكُمۡ فَضۡلٞ مِّنَ ٱللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمۡ تَكُنۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُۥ مَوَدَّةٞ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ مَعَهُمۡ فَأَفُوزَ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (73)

{ فَضْلٌ مِنَ اللهِ } من فتح أو غنيمة { لَّيَقُولَنَّ } وقرأ الحسن «ليقولون » بضم اللام إعادة للضمير إلى معنى ( من ) لأن قوله : ( لمن ليبطئن ) في معنى الجماعة ، وقوله : { كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } اعتراض بين الفعل الذي هو ( ليقولن ) وبين مفعوله وهو { ياليتنى } والمعنى كأن لم تتقدم له معكم موادّة ، لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين ويصادقونهم في الظاهر ، وإن كانوا يبغون لهم الغوائل في الباطن ، والظاهر أنه تهكم لأنهم كانوا أعدى عدوّ للمؤمنين وأشدهم حسداً لهم ، فكيف يوصفون بالمودّة إلا على وجه العكس تهكماً بحالهم . وقرىء : «فأفوز » بالرفع عطفاً على ( كنت معهم ) لينتظم الكون معهم ، والفوز معنى التمني ، فيكونا متمنيين جميعاً ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، بمعنى فأنا أفوز في ذلك الوقت .