وقوله : { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ } .
معناه في الأصل حكاية بمنزلة الأمر ، كقولك : قل للذين آمنوا اغفروا ؛ فإذا ظهر الأمر مصرحا فهو مجزوم ؛ لأنه أمر ، وإذا كان على الخبر مثل قوله : { قُلْ لِلذين آمَنوا يَغْفِروا } ، { وقُلْ لِّعبادي يَقُولُوا } و { قُلْ لِعباديَ الذين آمَنُوا يُقيمُوا الصلاةَ } ، فهذا مجزوم بالتشبيه بالجزاء والشرط كأنه قولك : قم تصب خيرا ، وليس كذلك ، ولكن العرب إذا خرج الكلام في مثال غيره وهو مقارب له عرّبوه بتعريبه ، فهذا من ذلك ، وقد ذكرناه في غير موضع ، ونزلت قوله : { قُلْ لِلَّذينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أيّامَ اللّهِ } في المشركين قبل أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال أهل مكة .
وقوله : { لِيَجْزِيَ قَوْما بِما كَانُواْ يَكْسِبُونَ } .
قرأها يحيى بن وثاب : لنجزي بالنون ، وقرأها الناس بعد { لِيجْزِيَ قوما } بالياء وهما سواء بمنزلة قوله : { وقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ } ، «وقد خلقناك من قبل » وقد قرأ بعض القراء فيما ذُكر لي : ليُجزَى قَوْماً ، وهو في الظاهر لحن ، فإن كان أضمر في «يجزى » فعلا يقع به الرفع كما تقول : أُعطِيَ ثوبا ليُجزى ذلك الجزاء قوما فهو وجه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.