معاني القرآن للفراء - الفراء  
{مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ كَيۡ لَا يَكُونَ دُولَةَۢ بَيۡنَ ٱلۡأَغۡنِيَآءِ مِنكُمۡۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (7)

ثم قال : { ما أَفَاء اللَّهُ على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى } ، هذه الثلاث ، فهو لله وللرسول خالص .

ثم قال : { وَلِذِي الْقُرْبَى } لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { وَالْيَتَامَى } يتامى المسلمين عامة ، وفيها يتامى بني عبد المطلب ، { وَالْمَسَاكِينِ } مساكين المسلمين ليس فيها مساكين بني عبد المطلب .

ثم قال : { كَي لا يَكُونَ }ذلك الفيء دُولة بين الأغنياء الرؤساء يُعمل به كما كان يعمل في الجاهلية ، ونزل في الرؤساء : { وَما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ } فرضُوا ، { والدُّولة } : قرأها الناس برفع الدال إلا السُّلَميّ فيما أعلم فإنه قرأ : دَولة : بالفتح ، وليس هذا للدَّولة بموضع إنما الدُّولة في الجيشين يَهزم هذا هذا ، ثم يُهزَم الهازم ، فتقول : قد رجعت الدولة على هؤلاء ، كأنها المرة ، وَالدُّولة في المِلْك والسنن التي تغيَّر وتبدّل على الدهر ، فتلك الدُّولة .

وقد قرأ بعض العرب : ( دولةٌ ) ، وأكثرهم نصبها وبعضهم : يكون ، وبعضهم : تكون .