ثم قال : { وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } أي : الذي رد الله على رسوله صلى الله عليه وسلم {[67877]} من أموال بني النضير فلم توجفوا على غنيمته وأخذه خيلا ولا إبلا ، أي : لم تلقوا في ذلك حربا ولا مئونة {[67878]} ، لأنهم معكم في بلدكم . قال قتادة : ما قطعتم إليهم واديا ، ولا سرتم مسيرا ، إنما كانت حوائط بين النضير طعمة {[67879]} لكم من عند الله {[67880]} . / ( وقد قيل إنما عني بذلك ) {[67881]} أموال بني قريظة ، إذ قتلهم النبي صلى الله عليه وسلم {[67882]} ، وسباهم لما استولى {[67883]} عليهم ، قاله الضحاك {[67884]} . وأكثر المفسرين على أنهم بنو النضير ، لأنهم صولحوا {[67885]} على الجلاء وتركوا أموالهم بغير ايجاف من خيل ولا ركاب {[67886]} . والإيجاف : ضرب من السير سريع . يقال : وجف {[67887]} : إذا أسرع ، وأوجفه غيره {[67888]} .
قال مجاهد : في قوله { فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } ذكرهم ربهم عز وجل {[67889]} أنه نصرهم وكفاهم {[67890]} .
قال {[67891]} ابن عباس : أمر الله عز وجل {[67892]} رسوله صلى الله عليه وسلم {[67893]} بالمسير إلى قريظة والنضير ، وليس للمسلمين يومئذ كبير خيل ولا ركاب يوجف عليها فملكوا من ذلك خيبر وفدك {[67894]} وقرى {[67895]} ثم أمر الله عز وجل {[67896]} رسول الله صلى الله عليه وسلم {[67897]} أن يعمد لينبع {[67898]} فأتاها فاحتواها كلها عدة ( لنفقته {[67899]} ومصالح ) المسلمين ولم يقسمها ، فكان يفعل فيها ما يرى فيجعل الباقي بعد مصلحته في السلاح الذي يقاتل به العدو ، وفي الكراع ، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم طلبت فاطمة أبا بكر في إرثها من ذلك ، فقال أبو بكر أنت أعز علي [ غير ] {[67900]} أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نورث " ما تركنا صدقة {[67901]} .
ولكني أقره على ما كان في ( عهد رسول الله ) {[67902]} صلى الله عليه وسلم فقال ناس : هلا قسمها النبي {[67903]} ، فأنزل الله عز وجل {[67904]} { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول } .
ثم قال تعالى : { وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } {[67905]} .
ثم قال : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء } أي : يفعل ذلك كما سلط محمدا صلى الله عليه وسلم {[67906]} على بني النضير ، فكان له خاصة ما غنم منهم يعمل فيه ما يرى .
ثم قال : { والله على كل شيء قدير } أي : ذو قدرة على كل شيء ، لا يعجزه شيء ، وبقدرته سلط محمدا صلى الله عليه وسلم {[67907]} على النضير وغيرهم .
ثم قال : { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى } [ 7 ] .
أي : الذي رد الله عز وجل {[67908]} على رسوله صلى الله عليه وسلم {[67909]} من أموال مشركي القرى [ فلله وللرسول يعني القرى ] {[67910]} التي غنمت بقتال وإيجاف خيل وركاب ، ثم نسخ ذلك في سورة الأنفال بقوله : { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله } {[67911]} الآية {[67912]} {[67913]} .
وقيل : أي : هذا {[67914]} فيما غنمتم بصلح من غير إيجاف خيل أو ركاب {[67915]} فيكون مثل الأول في المعنى ، إلا أن الأول مخصوص في ( بني النضير ) {[67916]} خاصة يتفرد {[67917]} به النبي صلى الله عليه وسلم يفعل فيه ما يرى ، وكذلك فعل ، وهذا الثاني يكون للأصناف {[67918]} التي ذكر الله عز وجل {[67919]} والذي في سورة الأنفال في ما غنم بخيل وركاب وقتال ، فالثلاث الآيات محكمات على هذا القول {[67920]} .
وقيل : أن هذا غير الأول لأن هذا إنما هو في ما كان {[67921]} من الجزية {[67922]} . والخراج يكون لهؤلاء الأصناف المذكورين ، والأول للنبي عليه السلام {[67923]}خاصة ، وما في الأنفال هو ما {[67924]} غنم بإيجاف خيل {[67925]} وركاب وقتال يكون للأصناف المذكورين ، وهذا القول قاله معمر {[67926]} .
ثم قال : { كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم } أي : فعلنا ذلك في هذه الغنائم كي لا يقتسمه الأغنياء منكم ويتداولوه بينهم دون من ذكر الله عز وجل {[67927]} {[67928]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.