معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَيَوۡمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (73)

وقوله : { كُن فَيَكُونُ . . . }

يقال إنّ قوله : { فيكون } للصُّور خاصَّة ، أي يقول للصُّور : { كُنْ فَيَكُونُ } . ويقال إن قوله : { كن فيكون } لقوله هو الحقّ من نعت القول ، ثم تجعل فعله { يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ } يريد : يكون قوله الحقّ يومئذ . وقد يكون أن تقول : { وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ } لكل شيء فتكون كلمة مكتفِية وترفع القول بالحقّ ، وتنصب ( اليوم ) لأنه محل لقوله الحقّ .

والعرب تقول : نِفخ في الصورِ ونُفِخَ ، وفي قراءة عبد الله : { كهيئة الطير فأنفخها فتكون طيرا بإذني } وقال الشاعر :

لولا ابنُ جَعْدة لم يُفتَح قُهُنْدُزكم *** ولا خُراسانُ حتى يُنْفَخَ الصورُ

ويقال : إن الصُّور قَرن ، ويقال : هو جمع للصور ينفخ في الصور في الموتى . والله أعلم بصواب ذلك .