/{[20417]} قوله : { وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق } الآية{[20418]} [ 73 ] .
المعنى : والله{[20419]} – الذي أمرتم أن تسلموا له – هو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ، وهو رب العالمين{[20420]} .
ومعنى { بالحق } أي : حقا وصوابا ، لا باطلا{[20421]} . وقيل : المعنى : خلق السماوات والأرض بكلامه وقوله لهما : { ائتنا{[20422]} طوعا أو كرها }{[20423]} ، فالحق هنا : كلامه ودليله{[20424]} .
( قوله ){[20425]} : { قوله الحق } الآية [ 74 ] .
( ف( الحق ){[20426]} ) : كلامه ، خلق به ( الأشياء المخلوقة ){[20427]} ، وما خلق به الأشياء فهو غير مخلوق{[20428]} .
وقيل{[20429]} : المعنى : خلقهن{[20430]} ( للحق ){[20431]} ، يعني المعاد .
و{ قوله }{[20432]} مرفوع ( ب( يكون ) ){[20433]} ، و( الحق ) : نعته{[20434]} . وقيل : المعنى : فيكون ما أراد . و{ قوله الحق{[20435]} } : ابتداء وخبر{[20436]} .
وقال الفراء : المعنى : ويوم يقول للصور : كن ، فيكون ، و( قولُه ) : ابتداء و( الحق ) خبره{[20437]} .
و{ الصور } عند أبي عبيدة : جمع صورة{[20438]} . وقيل : هو القرن الذي ينفخ فيه{[20439]} .
وقوله : { يوم ينفخ } بدل من { يوم يقول }{[20440]} . وقيل : العامل فيه : { الحق }{[20441]} . وقيل : العامل فيه { وله الملك }{[20442]} ، لأنه يوم لا منازع له في الملك ، فلذلك خصه بالذكر ، وأن كان هو المالك في كل الأحيان{[20443]} ، وهو مثل : { ملك يوم الدين }{[20444]} .
{ عالم الغيب } : رفع على النعت ل{ الذي } في قوله : { وهو الذي خلق }{[20445]} . وقيل : { هو }{[20446]} رفع على إضمار مبتدأ{[20447]} . وقيل : هو رفع بالمعنى ، والتقدير : ينفخ فيه عالم { الغيب }{[20448]} .
والنفخ في الصور نفختان : واحدة لفناء من كان حيا على الأرض ، والثانية لنشر{[20449]} كل ميت ، وبذلك أتى القرآن{[20450]} .
وقد تظاهرت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن إسرافيل قد التقم الصور ( وحنى ){[20451]} جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ " وأنه قال : " الصور قرن{[20452]} ينفخ فيه " {[20453]} .
قال قتادة : ينفخ فيه من الصخرة من بيت المقدس .
والصور قرن فيه أرواح الخلق{[20454]} فينفخ فيه ، فيذهب كل روح إلى جسده فيدخل فيه{[20455]} .
وروي عن ابن عباس : ( أن عالم الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور ){[20456]} وتكون الآية بمنزلة قول الشاعر :
لبيك{[20457]} يزيد ضارع لخصومه{[20458]} . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ومعنى { عالم الغيب{[20459]} } أي : يعلم ما يغيب عنكم ، { والشهادة } أي : يعلم أيضا ما تشاهدون{[20460]} ، { وهو الحكيم } في تدبيره ، { الخبير }{[20461]} بأعمالكم{[20462]} .
وقوله : { بالحق } : وقف إن نصبت { و } يوم على معنى : واذكر ، و{ كن }{[20463]} : تمام ، ( و ){[20464]} { فيكون }{[20465]} تمام إن رفعت { قوله } بالابتداء ، وجعلت { فيكون } للصور ، أو على معنى : فيكون ما أراد ، { قوله الحق } : تمام حسن إن جعلت { يوم ينفخ } نصب بقوله : { وله الملك } . ( ويقف على{[20466]} { وله الملك }{[20467]} ) إن نصبت { يوم ينفخ } ، بمعنى : واذكر . و{ في الصور } وقف إن جعلت { عالم الغيب } على معنى { هو }{[20468]} فإن جعلته نعتا ل{ الذي } – أو على إضمار فعل يدل عليه { ينفخ }- ، لم تقف على { الصور }{[20469]} .
وقد قرأ الحسن { عالم }{[20470]} بالخفض على البدل من الهاء في قوله { وله }{[20471]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.