معاني القرآن للفراء - الفراء  
{عَٰلِيَهُمۡ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضۡرٞ وَإِسۡتَبۡرَقٞۖ وَحُلُّوٓاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٖ وَسَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابٗا طَهُورًا} (21)

وقوله عز وجل : { عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ } .

نصبها أبو عبد الرحمن وعاصم والحسن البصري ، جعلوها كالصفة فوقهم . والعرب تقول : قومك داخل الدار ، فينصبون داخل الدار ؛ لأنه مَحَل ، فعاليهم من ذلك . وقد قرأ أهل الحجاز وحمزة : «عَالِيهم » بإرسال الياء ، وهي في قراءة عبد الله : «عاليتُهم ثيابُ سُنْدُسٍ » بالتاء . وهي حجةٌ لمن أرسل الياء وسكنها . وقد اختلف القراء في : الخضر والسندس ، فخفضهما يحيى بن وثاب أراد أن يجعل الخضر من صفة السندس ويكسر على الإستبرق ثيابَ سندس ، وثيابَ إستبرق ، وقد رفع الحسن الحرفين جميعاً . فجعل الخضر من صفة الثياب ، ورفع الإستبرق بالرد على الثياب ، ورفع بعضهم الخضر ، وخفض الإستبرق ورفع الإستبرق وخفض الخضر ، وكل ذلك صواب . والله محمود .

وقوله عز وجل : { شَرَاباً طَهُوراً } .

يقول : طهور ليس بنجس كما كان في الدنيا مذكوراً بالنجاسة .