ثم قال تعالى : ( عاليهم ثياب سندس [ خضر ] {[72576]} وإستبرق )
من أسكن الياء في ( عاليهم ) {[72577]} جعله مرفوعا بالابتداء ، وما بعده خبَرَه {[72578]} ، وشاهده أن في قراءة ابن مسعود " عاليتهم ثياب " {[72579]} .
ومن فتح الياء {[72580]} جعله ظرفا خبَر ( ابتداء ) {[72581]} مقدم ، وهو " ثياب " {[72582]} . وشاهِده أن [ مجاهدا ] {[72583]} قرأ " عليهم ثياب " {[72584]} .
والسندس : رقيق الديباج ، والاستبرق : غليظه {[72585]} .
فالمعنى : أن الثياب الخضر تعلو ثياب أهل الجنة . هذا على قراءة من رفع الخضر وخفض السندس {[72586]} .
وقيل : معناه أن الثياب الخضر فوق حجالهم {[72587]} لا عليهم {[72588]} .
قال الطبري : ( عاليهم ) أي : " فوقهم ، يعني : فوق هؤلاء الأبرار ثياب سندس " {[72589]} . هذا كله على قراءة من فتح الياء .
ومن أسكنها فمعناه : ظاهرهم ثياب سندس {[72590]} .
وقرأ ابن محيصن {[72591]} : " واستبرق " بوصل الألف {[72592]} وفتح القاف {[72593]} . وهو لحن عند النحويين ، لأنه لا يمتنع {[72594]} مثل هذا من الصرف في النكرة {[72595]} . ولأنه لا توصل ألف مثل هذا ( في التسمية به ) {[72596]} ، ولو سميت بِـ " استكبر " {[72597]} لقطعت الألف لانتقاله من الأفعال إلى الأسماء .
هذا قول الخليل وسيبويه {[72598]} .
- ثم قال تعالى : ( وحلوا أساور من فضة )
أي : وحلاهم ربهم أساور من فضة ، وهو جمع أسورة {[72599]} .
- ثم قال : ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا )
أين شرابا يصير رشْحا في أبدانهم ( كرشح المسك ) {[72600]} . لا {[72601]} صير بولا نجسا كشراب الدنيا {[72602]} . قال النخعي : " إن الرجل من أهل الجنة ( يقسم له شهوة مائة رجل من أهل الدنيا ) {[72603]} وأكلهم ونعمتهم {[72604]} فإذا أكل سقي شرابا طهورا فيصير رشحا يخرج من جلده أطيب من المسك الأذفر {[72605]} ، ثم تعود إليه لشهوته " {[72606]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.