معاني القرآن للفراء - الفراء  
{لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (117)

وقوله : { مِن بَعْدِ ما كَادَ يَزِيغُ }

و( كاد تزيغ ) . [ من ] قال : ( كاد يزيغ ) جعل في ( كاد يزيِغ ) اسما مثل الذي في قوله : { عسى أن يكونوا خيرا منهم } وجعل ( يزيغ ) به ارتفعت القلوب مذكّرا ؛ كما قال الله تبارك وتعالى : { لن ينالَ اللهَ لحومُها } و { لا يحل لك النساء من بعد } ومن قال ( تزيغ ) جعل فعل القلوب مؤنّثا ؛ كما قال : { نريد أن نأكل مِنها وتطمئن قلوبنا } وهو وجه الكلام ، ولم يقل ( يطمئن ) وكل فعل كان لجماع مذكر أو مؤنث فإن شئت أنّثت فعله إذا قدمته ، وإن شئت ذكَّرته .