تفسير الأعقم - الأعقم  
{لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (117)

{ لقد تاب الله على النبي } كقوله تعالى { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } [ الفتح : 2 ] { والمهاجرين والأنصار } قبل توبتهم وطاعتهم وما تحملوا في مرضاته من المشقة فصاروا في حكمه تائبين ، وقيل : تاب عليهم بإذنه للمنافقين بالتخلف عنه ، والمهاجرين الذين هجروا ديارهم وأوطانهم وعشائرهم ، والأنصار الذين تبوؤا الدار ونصروا الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { الذين اتبعوه في ساعة العسرة } عسرة الزاد وعسرة الظهر وعسرة الماء ، وقيل : كان ذلك في غزوة تبوك لأنهم خرجوا في حرّ شديد وبلغ بهم الشدة بأن اقتسم التمرة اثنان ، وعسرة الماء بأن نحروا الابل واعتصروا فرثها ، وفي شدة زمان من الحدب والقحط { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } هموا بالانصراف من غزاتهم { ثم تاب عليهم } يعني الذين كادت تزيغ قلوبهم