التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (117)

قوله تعالى : { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة . . . }

قال البخاري : حدثنا أحمد بن صالح قال : حدثني ابن وهب قال أخبرني يونس . ح قال أحمد : وحدثنا عنبسة ، حدثنا يونس ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الرحمن بن كعب قال : أخبرني عبد الله بن كعب – وكان قائد كعب من بنيه حين عمي – قال : سمعت كعب بن مالك في حديثه { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } قال في آخر حديثه : أن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمسك بعض مالك ، فهو خير لك ) .

[ الصحيح 8/192 – 193 ح 4676 – ك التفسير – سورة التوبة ، ب الآية ] .

وانظر رواية مسلم الآتية تحت الآية رقم 118 من نفس السورة .

قال ابن حبان : أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ، قال : حدثنا حرملة بن يحيى ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمروا بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن نافع بن جبير ، عن ابن عباس أنه قيل لعمر بن الخطاب : حدثنا من شأن العسرة ، قال : خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد ، فنزلنا منزلا ، أصابنا فيه عطش ، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع ، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء ، فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع ، حتى إن الرجل لينحر بعيره ، فيعصر فرثه فيشربه ، ويجعل ما بقي على كبده ، فقال أبو بكر الصديق : يا رسول الله قد عودك الله في الدعاء خيرا ، فادع لنا ، فقال : ( أتحب ذلك ؟ ) قال : نعم . قال : فرفع يديه صلى الله عليه وسلم ، فلم يرجعهما حتى أظلت سحابة ، فسكبت ، فملأوا ما معهم ، ثم ذهبنا ننظر ، فلم نجدها جازوت العسكر .

[ الإحسان 4/223 ح 1383 ] ، وأخرجه الحاكم في [ المستدرك 1/159 – ك الطهارة ] من طريق محمد ابن الحسن العسقلاني عن حرملة به وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . وأخرجه الضياء المقدسي [ المختارة 1/278 ح 168 ] من طريق يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب به وأورده الهيثمي في [ مجمع الزوائد 6/194 – 195 ] وعزاه للبزار والطبراني ثم قال : ورجال البزار ثقات .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد : { في ساعة العسرة } في غزوة تبوك .

وأخرجه الطبري بسنده الحسن عن قتادة بنحوه .

قال البخاري : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك – وكان قائد كعب بن مالك – قال : سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك ، فو الله ما أعلم أحدا أبلاه الله في صدق الحديث أحسن مما أبلاني ، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبا ، وأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين – إلى قوله – وكونوا مع الصادقين } .

[ الصحيح 8/194 ح 4678 – ك التفسير – سورة التوبة ، ب { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } .