تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (117)

{ لقد تاب الله } ، يعنى تجاوز الله عنهم ، { على النبي } صلى الله عليه وسلم ، { والمهاجرين والأنصار } ثم نعتهم ، فقال : { الذين اتبعوه في ساعة العسرة } ، يعنى غزاة تبوك ، وأصاب المسلمين جهد وجوع شديد ، فكان الرجلان والثلاثة يعتقبون بعيرا سوى ما عليه من الزاد ، وتكون التمرة بين الرجلين والثلاثة ، يعمد أحدهما إلى التمرة فيلوكها ، ثم يعطيها الآخر فيلوكها ، ثم يراها آخر ، فيناشده أن يجهدها ، ثم يعطيها إياه ، { من بعد ما كاد يزيغ } يعنى تميل ، { قلوب فريق منهم } يعنى طائفة منهم إلى المعصية ، ألا ينفروا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزاة تبوك ، فهذا التجاوز الذي قال الله : { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار } { ثم تاب عليهم } يعنى تجاوز عنهم ، { إنه بهم رءوف رحيم } [ آية :117 ] ، يعني يرق لهم ، حين تاب عليهم ، يعني أبا لبابة وأصحابه .