قوله تعالى : { ثُمَّ بَدَا } : في فاعله أربعة أوجه ، أحسنها : أنه ضمير يعود على السَّجن بفتح السين أي : ظهر لهم حَبْسُه ، ويدل على ذلك لفظة " السِّجن " في قراءة العامة ، وهو بطريق اللازم ، ولفظُ " السَّجن " في قراءة مَنْ فتح السين . والثاني : أن الفاعل ضمير المصدر المفهوم مِنْ الفعل وهو " بدا " أي : بَدا لهم بداءٌ ، وقد صَرَّح الشاعرُ به في قوله :
2793 . . . . . . . . . . . . . . . . *** بَدا لك في تلك القَلوص بداءُ
والثالث : أن الفاعلَ مضمرٌ يدلُّ عليه السياق ، أي : بدا لهم رأيٌ . والرابع : أنَّ نفسَ الجملة مِنْ " لَيَسْجُنُنَّه " هي الفاعل ، وهذا من أصول الكوفيين .
و " حتى " غايةٌ لما قبله . وقوله : " لَيَسْجُنُنَّه " على قول الجمهور جوابٌ لقسم محذوف ، وذلك القسمُ وجوابه معمول لقولٍ مضمر ، وذلك القولُ المضمر في محلِّ نصب على الحال ، أي : ظهر لهم كذا قائلين : واللَّه لَيَسْجُنُنَّه حتى حين .
وقرأ الحسن " لَتَسْجُنُنَّه " بتاء الخطاب ، وفيه تأويلان ، أحدهما : أن يكونَ خاطب بعضُهم بعضاً بذلك . والثاني : أن يكونَ خوطب به العزيز تعظيماً له .
وقرأ ابن مسعود " عَتَّى " بإبدال حاء " حتى " عيناً وأقرأ بها غيرَه فبلغ ذلك عمرَ بن الخطاب فكتب إليه : " إن هذا القرآن نزل بلغة قريش ، فَأَقْرِىء الناسَ بلغتهم " . قلت : وإبدال الحاء عيناً لغة هُذَليَّة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.