{ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ } أي العزيز وأصحابه ، في الرأي { مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ } الدّالة على براءة يوسف ، وهي قدّ القميص من دُبر وخمش في الوجه وتقطيع النسوة أيديهنّ { لَيَسْجُنُنَّهُ } قال الفرّاء : هذه اللام في اليمين وفي كلّ مضارع القول كقوله تعالى :
{ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ } [ البقرة : 102 ]
{ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } [ فصلت : 48 ] دخلتهما ( اللام وما ) لأنّهما في معنى القول واليمين .
{ حَتَّى حِينٍ } يعني إلى الوقت الذي يرون فيه رأيهم .
قال عِكْرمة : تسع سنين ، الكلبي : خمس سنين ، و( حتى ) بمعنى ( إلى ) كقوله تعالى :
{ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } [ القدر : 5 ] ، وقال السدّي : وذلك أنّ المرأة قالت لزوجها : إنّ هذا العبد العبراني قد فضحني في الناس ، يعتذر إليهم ويخبرهم أنّي راودته عن نفسه ، ولستُ أُطيق أن أعتذر بعُذري ، فإمّا أن تأذن لي فأخرج فأعتذر ، وأمّا أن تحبسوه كما حبستني ، فحبسه بعد علمه ببراءته ، وذكر أنّ الله تعالى جعل ذلك الحبس تطهيراً ليوسف من همّته بالمرأة وتكفيراً لزلّته .
قال ابن عباس : عثر يوسف ثلاث عثرات : حين همّ بها فسجن ، وحين قال : { اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ } ، وحين قال لهم : { إنّكُمْ لَسارِقُوْنَ } فَقَالوا { إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِن قَبْل } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.