وقوله : { ثم بدا لهم من بعدما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين }[ 35 ] قيل : سنة ، وقيل : سبع سنين {[34281]} . والحين : اسم للزمان يقع ( ع ) {[34282]}لى القليل والكثير {[34283]} . وفاعل { بدا }عند سيبويه ليسجننه {[34284]} .
وعند المبرد مضمر ، وهو المصدر : كأنه بدا لهم بداء {[34285]} .
والعرب تقول : بدا لي بدءا {[34286]} : أي تغير رأيي {[34287]} عما كان عليه ، ومنهم من يقول : ( قد بدا لي ) ، ولا يذكر ( بدا ) لكثرته في الكلام . وهذا من ذلك .
وقيل : المعنى : ثم بدا لهم رأي ، ثم حذف الرأي . لأن الكلام يدل على المعنى ، أي ظهر لهم {[34288]} رأي يكونوا يعرفونه ، ( ثم حذف الرأي ) {[34289]} {[34290]} .
فالمعنى {[34291]} : ثم ظهر للعزيز رأي أن يسجنه ، وأخبر عنه بلفظ الجمع {[34292]} لأنه ملك ولأنه لم يذكر اسمه . فالمعنى : ثم ظهر للعزيز رأي أن يسجن يوسف من بعدما كان ظهر له أن يتركه مطلقا ، ومن بعدما رأوا الآيات ببراءته ، وهي : ( قد ) {[34293]} القميص من دبر ، وقطع أيدي النسوة ، وخمش {[34294]} الوجوه {[34295]} . ومعنى { حتى حين } : إلى سبع سنين {[34296]} .
وقيل {[34297]} : إن الله جعل ذلك الحبس ليوسف {[34298]} كفارة لذنبه ، إذ هم بالخطيئة {[34299]} .
قال ابن عباس : عثر {[34300]} يوسف ، عليه السلام ، ( ثلاث عثرات ) {[34301]} : حين هم بها فسجن حتى حين ، وحين قال : { اذكرني عند ربك } . ونسي ذكر الله ، ( سبحانه ) {[34302]} فلبث سنين في السجن ، وحين قال : { إنكم لسارقون }[ 70 ] فسكتوه {[34303]} بقولهم : { قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل } {[34304]} .
وعن ابن عباس ( أيضا ) : {[34305]} أنه قال : عوقب يوسف عليه السلام ، ثلاث مرات . وذكر ما ذكرنا عنه {[34306]} .
وقال السدي : كان أصل حبس يوسف {[34307]} أن امرأة العزيز قالت له : إن هذا العبد العبراني {[34308]} ، قد فضحني في الناس ، يعتذر {[34309]} إليهم ، ويخبرهم {[34310]} أني راودته عن نفسه . ولست أطيق {[34311]} أن أعتذر بعذري . فإما أن تأذن لي في الخروج ، وإما أن تحبسه كما حبستني {[34312]} . فظهر له أن يحبسه ، ففعل {[34313]} .
والضمير في ( لهم ) {[34314]} للملك ، وأعوانه ، وأصحابه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.