وقوله سبحانه : { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيات لَيَسْجُنُنَّهُ حتى حِينٍ } [ يوسف : 35 ] .
{ بَدَا } معناه : ظهر ، ولما أبَى يوسُفُ عليه السلام من المعصية ، وَيَئِسَتْ منه امرأة العزيزِ ، طالبته بأَنْ قالتْ لزوجها : إِنَّ هذا الغُلاَمَ العِبْرَانِيَّ قد فَضَحَنِي في النَّاس ، وهو يَعْتَذِرُ إِليهم ، ويَصِفُ الأَمْرَ بحَسَب اختياره ، وأنا محبوسَةٌ محجوبَةٌ ، فإِما أَذنْتَ لي ، فخرجْتُ إِلى الناس ، فاعتذرت وكذَّبته ، وإِما حَبَسْتَه كما أنا محبوسةٌ ، فحينئذٍ بَدَا لَهُمْ سَجْنُهُ .
( ع ) : و { لَيَسْجُنُنَّهُ } : جملة دخَلَتْ عليها لام قسمٍ ، و{ الآيات } : ذكر فيها أهْلُ التفسير ؛ أنها قَدُّ القميص ، وخَمْشُ الوجهِ ، وحَزُّ النساءِ أيديَهُنَّ ، وكلامُ الصبيِّ ؛ على ما رُوِيَ .
قال ( ع ) : ومَقْصِدُ الكلامِ إِنما هو أنهم رَأَوْا سَجْنه بعد ظهورِ الآياتِ المُبَرِّئة له مِنَ التهْمة ، فهكذا يَبِينُ ظُلْمُهم لَهُ وَال{ حِينٍ } ؛ في كلام العرب ، وفي هذه الآية الوَقْت من الزمان غَير محدودٍ يقع للقليلِ والكثيرِ ، وذلك بَيِّن من موارده في القرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.