النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا رَأَوُاْ ٱلۡأٓيَٰتِ لَيَسۡجُنُنَّهُۥ حَتَّىٰ حِينٖ} (35)

قوله تعالى : { ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات } في الآيات التي رأوها وجهان :

أحدهما : قدّ القميص وحز الأيدي .

الثاني : ما ظهر لهم من عفته وجماله حتى قلن : { ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم }{[1462]} .

{ ليسجننه حتى حين } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أن الحين هاهنا ستة أشهر ، قاله سعيد بن جبير .

الثاني : أنه سبع سنين ، قاله عكرمة .

الثالث : أنه زمان غير محدود ، قاله كثير من المفسرين{[1463]} .

وسبب حبسه بعد ظهور صِدْقه ما حكى السدي أن المرأة قالت لزوجها إن هذا العبد العبراني قد فضحني وقال أني راودته عن نفسه ، فإما أن تطلقني حتى أعتذر وإما أن تحبسه مثل ما حبستني{[1464]} ، فحبسه .


[1462]:سقط من ق.
[1463]:وهو الراجح إذ ليس في كلام العرب ما يحدد الحين بزمان معين.
[1464]:قيل ألجأها الخجل من الناس والوجل من اليأس إلى أن رضيت بالحجاب مكان خوف الذهاب لتشتفي إذا منعت من نظره قال الشاعر: وما صبابة مشتاق على أمل من اللقاء كمشتاق بلا أمل.