الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱللَّهُ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ وَفَرِحُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ} (26)

ثم قال تعالى ذكره : { الله يبسط الرزق لمن يشاء ( ويقدر ){[36276]} }[ 26 ] أي : يوسع على من ( يشاء ، ويضيق على من ){[36277]} يشاء{[36278]} .

{ وفرحوا بالحياة الدنيا }[ 26 ] أي : فرح المشركون بما وسع عليهم{[36279]} في الدنيا ، ولم يفكروا{[36280]} أن متاع الدنيا عند متاع الآخرة قليل{[36281]} .

وهذه الآية فيها تقديم وتأخير ، لأن { وفرحوا }{[36282]} ( معطوف على { ويفسدون }{[36283]} في الأرض ){[36284]} .

وقوله { أولئك لهم اللعنة } إلى قوله { الدار }{[36285]}[ 25 ] : مقدم قبل { وفرحوا } وتقدير الآية : الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ، ويفسدون في الأرض ، وفرحوا بالحياة الدنيا ، وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع : أولئك لهم اللعنة ، ولهم{[36286]} سوء الدار ثم ابتدأ : { الله يبسط الرزق }[ 26 ] .


[36276]:ساقط من ق.
[36277]:ساقط من ط.
[36278]:انظر: هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/62، وجامع البيان 16/430.
[36279]:ط: مطموس.
[36280]:ق: يتفكروا.
[36281]:انظر: هذا التوجيه في: جامع البيان 16/430.
[36282]:انظر: فرحوا.
[36283]:انظر: يفسدون.
[36284]:انظر: الجامع 9/206.
[36285]:ق: النار.
[36286]:ق: وهم.